الحوادثعام

وسكتت أصوات الطبول.. حزناً على غياب فارس القلوب

عريس الأقصر اختفى فى غمضة عين.. قبل الزفاف بشهرين

بحثوا عنه بين الزراعات وفى المستشفيات.. ومكافأة ضخمة لمن يدلى بأى بيانات

990 يومًا مضت على الواقعة.. والأم أبيضت عيناها من الحزن

عمه : محمد محبوب من الجميع.. وليست له خلافات أو خصومة مع أحد

كتب – عبدالرحيم عبدالموجود :

دموع لا تجف، وألم يعتصر القلوب، وحزن يكسو الوجوه .. هكذا أصبح حالة أسرة الشاب محمد أبوالحسن سعيد يوسف وشهرته محمد أبوالحسن شفيق ابن قرية العشي بمحافظة الأقصر .. الذي تغيب في ظروف غامضة قبل شهرين من حفل زفافه، لتهدأ أصوات الطبول والزغاريد التي كانت تعم أرجاء المنزل وتتحول إلى نحيب لا يتوقف.

ما يقرب من 990 يومًا مضت على تغيب الشباب محمد أبوالحسن شفيق، ولا تزال والدته تنتظر عودة فلذة كبدها، بعد أن أبيضت عيناها من الحزن، تقضي ليلها كنهارها لا تذوق طعم الراحة ولا النوم، كلما طرق طارق قلبها يهفو نحو الباب لعل وعسى يكون الطارق فلذة كبدها الذي لا يزال تغيبه لغزًا محيرًا للجميع في محافظة الأقصر، والأم تنتظر عودته بفارغ الصبر كي تقر عينها.

فالشاب الذي تخرج في أحد معاهد الدراسات الفندقية بالأقصر، وكان قد بلغ الخامسة والعشرين من عمره، كان يقضي يومه بين أرضه الزراعية التي ورثها مع إخوته الثلاثة الآخرين عن والدهم – رحمه الله – وما إن ينته من متابعة الزراعات يبدأ “محمد أبوالحسن” في ممارسته هوايته في ركوب الخيل التي كان يتقنها بمهارة عالية حتى استحق لقب ” فارس العشي ” .

كان محمد أبوالحسن شفيق، محبًا للخيل والفروسية، لا يترك مناسبة يقام بها ” المرماح ” إلا ويكون في مقدمة الصفوف يصول ويجول بجواده .. كان مضيافًا، يعرفه الكبير والصغير رغم صغر سنه، فأخلاقه الطيبة وسمعته الحسنة وسيرة أسرته، كلها صفات اجتمعت في هذا الشاب الذي لا تراه إلا ضاحكًا .. يقابلك مبتسمًا، ودودًا، عطوفًا، متواضعًا حتى نال حب واحترام الجميع في قريته.

وكعادته المعهودة خرج ” محمد ” في الصباح الباكر مستقلًا دراجته النارية قاصدًا الأرض الزراعية خاصته، ليتابع العمال الذين حضروا في الخامسة صباحًا للعمل داخل الأرض، وبعد أن باشر العمل وجلس معهم حتى الساعة السابعة والنصف تركهم قاصدُا مكان آخر من الزراعات المملوكة له، على وعد أن يعود لهم مرة أخرى.

مضى الوقت سريعًا وانتهى العمال من الأعمال المطلوبة منهم، ثم استظلوا بأشجار النخيل على رأس الأرض الزراعية، في انتظار عودة الشاب محمد أبوالحسن، إلا أنهم قرروا المغادرة فيما بعد وكانت الساعة تقترب من العاشرة صباحا.

عقارب الساعة تشير إلى العاشرة والنصف صباحًا .. عندها كان عم الشاب محمد أبوالحسن يحاول الوصول إليه، فبدأ بالاتصال به إلا أنه فوجئ بالتليفون مغلق، فتوجه إلى ناحية الأرض الزراعية ليتبين أسباب تأخر نجل شقيقه وعدم عودته للمنزل رغم انصراف العمال.

” يا محمد .. يا واد يا محمد ” .. هكذا أخذ العم ينادي على نجل شقيقه داخل الحقول الزراعية، ولكن دون رد، فاتصل بإخوته وأبناءه الذين حضروا على الفور للبحث عنه، وبعد ساعات من البحث عثر الأهل على الدراجة النارية التي كان يستقلها، بعد أن قام بركنها في مكان بعيد عن الطريق كعادته حتى لا تتعرض للسرقة، فحاولوا مجددًا الاتصال به، ولكن دون جدوى.

تحولت القرية بأكلمها إلى خلية نحل .. الكل يتحرك في الشوارع ووسط الزراعات للبحث عن الشاب ” محمد أبوالحسن “، أكثر من 300 فدان أرض زراعية بقرية العشي قام الأهالى بتمشيطها ومسحها مسحًا شاملًا في رحلة البحث عن الشاب، ظنًا منهم أنه قد يكون أصيب بضربة شمس أفقدته الوعي وسقط في الزراعات ، أو يكون قد تعرض لاعتداء من آخرين رغم استبعاد الجميع لذلك لكونه وأسرته على علاقة طيبة جدًا بالجميع ولا توجد بينهم وبين أحد أى خصومات أو خلافات من أي نوع، بل أن والده – رحمه الله – كان من الساعين دائمًا في الخير لحل الخصومات وعقد المصالحات.

أسدل الليل ستاره، دون أن يظهر الشاب في أي مكان، ولم يفلح أهل القرية في العثور على أي من متعلقاته سواء ملابسه أو هاتفه المحمول، أو محفظته، بعد إجراء تمشيط شامل للزراعات، كما أن دراجته النارية عثر عليها في مكانها، الأمر الذي ينفى تعرضه للسرقة.

كانت الساعة تشير إلى العاشرة مساءً .. عندها قررت الأسرة إبلاغ الشرطة بتغيب الابن، وتحرر عن الواقعة المحضر رقم ١٢٦٠ لسنة ٢٠٢٠ إداري مركز شرطة طيبة بتاريخ 6 / 9 / 2020 .. ومنذ ذلك التاريخ تتواصل جهود الأجهزة الأمنية لكشف لغز تغيب الشاب، بالتزامن مع جهود الأسرة التي لم تتوقف للبحث عنه، إلا أن اللغز لا يزال محيرًا رغم مرور عامين وتسعة أشهر أي ما يقرب من 990 يومًا على الواقعة.

الشيخ محمود شفيق – عم الشاب محمد أبوالحسن – قال إن تغيب محمد لا يزال لغزًا محيرًا للجميع، فقد كان من خيرة شباب البلدة وكان محبًا للجميع ولا توجد أي خلافات بينه وبين أحد، كما أنه كان يستعد للزفاف بعد شهرين قبل أن يختفي بشكل مفاجئ، مشيرًا إلى أننا لم نترك مكانًا في البلد إلا وبحثنا بداخله وعمليات البحث داخل الزراعات استمرت أسابيع طويلة علنا نجد أي شئ من متعلقاته، ولكن دون جدوى.

ويضيف خالد أبوالوفا – نجل عم الشاب محمد أبوالحسن – إن ابن عمه كان محبوبًا من الجميع لا يوجد أي عداء بين أسرته أو أي أحد بالبلدة، وكان بيته مفتوح للغريب قبل القريب، فكان مضيافًا، وكان من عشاق ركوب الخيل، لا يترك مناسبة إلا ويشارك فيها فكان فارسًا مغوارًا رغم صغر سنه، مشيرًا إلى أن جميع أهل القرية شاركوا مع الأجهزة الأمنية في البحث عنه داخل الزراعات وفي الترع والمصارف، كما قمنا بتوفير مراكب وقمنا بالبحث عنه في نهر النيل ولكن للأسف لا نجد أي أثر ولا يزال تغيبه لغزًا محيرًا للجميع، ومع ذلك لم نفقد الأمل ف الوصول إليه ونقوم بصفة مستمرة بتوزيع صوره داخل مواقف السيارات في المراكز والمحافظات المختلفة وفي محطات القطارات وفي الأسواق وأمام المدارس والجامعات، وقمنا برصد مكافأة مالية ضخمة لمن يدلي بأي معلومات عنه، وتم تخصيص رقم تليفون 01001877252 للإدلاء بأي معلومات.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى